بقلم: الإعلامية سجى اللامي
لم تكن كربلاء معركة عابرة في التاريخ بل كانت لحظة مفصلية خطت بدم الإمام الحسين عليه السلام معنى الصمود الحقيقي هناك على أرض الطف وقف الحسين بقلة من الأنصار في وجه جيش الطغيان لا يملك من أدوات القوة إلا الموقف والإيمان لكنه كان أقوى من السيف لأن السيف يهزم والموقف لا يكسر.
كربلاء اليوم ليست مجرد ذكرى هي خيمة المقاومة الأولى ومنها نتعلم أن الموقف لا يقاس بالعدد بل بالنية والحق ولهذا كل من سار على درب الإمام الحسين عليه السلام يسير على درب يرفض الظلم ويواجه الطغيان أيًا كانت أشكاله واليوم يزيد العصر واضح المعالم: الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأمريكية وأدواتهم التي تعبث بأمن الشعوب وتستهدف المستضعفين.
ومن كربلاء إلى فلسطين مروراً بجبهات المقاومة في العراق، ولبنان، واليمن وإيران وبقية الدول العربية تتكرر نفس الملامح معركة الطف بين من يملك القوة المادية ومن يتمسك بالحق والعدالة ونحن كإعلاميين لا نقف على الحياد بل نحمل الكلمة كسلاح والصوت كرسالة ونسير خلف إعلام مقاوم يكشف، ويوثق ويفضح
ليس غريباً أن يكون شهداء الإعلام جزءاً من هذه المسيرة لأن الكلمة في زمن الباطل جبهة وقد تعلمنا من الإمام الحسين لا حياة مع الظالمين فكيف نكون أحياء إذا صمتنا امام أعداء الدين الإسلامي والإنسانية أو تجويع وحصار المقاومة؟ أو قصف المدن الشعوب التي ترفض التطبيع مع الكيان واعوانهم
إننا نكتب وننشر وننقل الحقيقة لأننا جزء من هذه المواجهة إعلام المقاومة ليس ترفاً ولا وظيفة بل واجب ديني وأخلاقي وانساني يشبه الوقوف في الصفوف الأمامية تماماً نكتب لنقول إن طريق كربلاء لم يغلق وإن الإمام الحسين لم يمت ما دام هناك من يصرخ في وجه الباطل ويقول “هيهات منا الذلة”
أبطال الحشد الشعبي وبقية المجاميع المجاهدون في العراق والمقاومون في إيران ولبنان واليمن وغزة وكل من يحمل روحه على كفه نصرةً للحق هم اليوم أبناء كربلاء الجدد ودماؤهم امتداد لدم الإمام الحسين (عليه السلام )والمقاومة التي يخوضونها ما هي إلا معركة الطف بشكلها الحديث.
فنحن لا نملك إلا أن نواصل لا بالكلام فقط وانما بالمواقف والثبات ونستمد من كربلاء عزيمتنا ومن شهداء المقاومة نهجنا ونمضي في طريق إعلام يواجه الزيف ويحمل راية الحسين (ع) في هذا الزمن المتخم بالباطل
