صدى للأنباء تحاور الدكتور إسماعيل النجار: لبنان بين هدنة هشّة واحتمالات الانفجار

أجرت الحوار: الإعلامية رباب تقي
في ظل تصاعد التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية اللبنانية، واستمرار الغارات الإسرائيلية رغم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، بات الوضع في لبنان أقرب مهزوزا. في هذا السياق، حاورنا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إسماعيل النجار، الذي قدّم قراءة معمّقة لتطورات المشهد اللبناني، وتحدث عن دور المقاومة، وأدوار الأطراف الإقليمية والدولية، والسيناريوهات المحتملة خلال الأشهر المقبلة.
★بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ما مدى واقعية استمرار الهدنة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي؟ وهل ترى أن هذا الاتفاق هش وقابل للانهيار؟
_المقاومة وافقت على اتفاق خرقته إسرائيل آلاف المرات، وقد أُعطِيَت الفرصة للحكومة والدولة اللبنانية لتثبت ذاتها وتفرض سيادتها على الجنوب من دون أي احتلال. ولكن، على ما يبدو، أنها دولة عاجزة وكسيحة أمام الإملاءات الأميركية. لذلك، وَجَبَ على المقاومة التصرف، حتى لو أدى الأمر إلى انهيار الهدنة.
★كيف تقيم أداء المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي؟ وهل تعتقد أن هناك تغييرًا في استراتيجيتها بعد التطورات الأخيرة؟
_الصبر مطلوب، ولكن على المقاومة ألّا تحوّله إلى “صبر استراتيجي”. ما يجب القيام به هو الاستفادة من أخطاء حرب الـ66 يومًا، واستعادة زمام المبادرة وفرض معادلات جديدة.
★هناك حديث متزايد عن احتمال عودة الحرب إلى الواجهة، ما هي المؤشرات التي قد تدل على ذلك؟ ومن برأيك المستفيد الأكبر من استمرار التصعيد؟
_فرص عودة الحرب بين لبنان والكيان الصهيوني تزداد كل يوم نتيجة الخروقات اليومية التي ترتكبها طائرات العدو. والمستفيد الأوحد هو عدو الداخل اللبناني ودول الخليج العبري.
★ كيف يؤثر الوضع الأمني الحالي في لبنان على الاستقرار السياسي الداخلي؟ وهل هناك خشية من تداعيات أمنية أوسع قد تؤدي إلى فوضى داخلية؟
_لبنان في عين العاصفة. تفلت ألسنة الكثيرين من بعض اللبنانيين، وتحديدًا اليمين المسيحي المتطرف، قد يؤدي إلى فلتان الأمور من عقالها وانفجار الوضع الداخلي برمته.
★ما الدور الذي تلعبه الأطراف الخارجية، مثل الولايات المتحدة وإيران وفرنسا، في التأثير على المشهد اللبناني في هذه المرحلة؟
_أميركا وفرنسا وكافة القوى الغربية لها طموحات وأطماع في لبنان، ولا يمكن أن يقبلوا باستقراره. ولكن، يبقى هناك قوى فاعلة ومؤثرة قد تضغط لمنع أي تفجير داخلي. في المقابل، هناك أبواق تضغط لتكبير الأمور وتفجير الوضع الداخلي.
★في ظل هذه الأزمة، كيف ترى أداء الحكومة اللبنانية؟ وهل هناك انسجام بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي والمقاومة؟
_منذ تشكيل هذه الحكومة، كنا متأكدين من البداية ونتيجة تجارب قاسية مررنا بها، بأن “النمس لا يصنع العسل”، وعند الضرورة يعيش بلا عسل.
★ما هي السيناريوهات المحتملة خلال الأشهر القادمة؟ وهل تعتقد أن لبنان قادر على تفادي الانزلاق إلى مواجهة أوسع؟
_هناك سيناريو يفضي إلى عودة الحرب مع الكيان المعادي، وأظنه مرجّحًا وأقل كلفة من أي حرب أهلية داخلية. حزب الله يرفض الوقوع في هذا الفخ، وهناك إمكانية لتفادي الانزلاق في حال تحركت الدولة ومؤسسة الجيش. حاليًا، لا توجد إشارات خارجية تفيد بأن بيروت ساحة صراع.
★إلى أي مدى يرتبط المشهد اللبناني بالتطورات في إيران؟ وهل يمكن أن يكون لبنان ساحة مفتوحة لأي تصعيد إقليمي قادم؟
_الحرب الأخيرة فصلت لبنان عن محيطه المقاوم جغرافيًا، أما سياسيًا فالأمر مختلف، نظرًا للعلاقة العميقة التي تجمع بين بيئة المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وإذا تم الاعتداء على إيران، فإن ساحة الصراع مع العدو الصهيوني جنوبًا وشرقًا، لناحية جبل الشيخ وسلسلة جبال حرمون السورية، ستنفجر بقوة.