نسمة تشطة: صانعة الأمل في إعلام يتغير – قصة نجاح أردنية في مواجهة التحديات

عمان – صدى للأنباء
في عالم يتغير فيه المشهد الإعلامي بسرعة فائقة، تبرز قصص النجاح الملهمة التي تشق طريقها رغم التحديات. اليوم نلتقي بالإعلامية المبدعة نسمة تشطة، مالكة وناشرة موقع “لمحة الإخباري”، التي استطاعت من خلال رؤيتها الثاقبة وإصرارها على التميز أن تخلق منصة إعلامية تعكس واقع وآمال الإعلام الأردني، وفي هذه المقابلة، نستعرض معًا رحلتها الإبداعية ونتعمق في فهم التحديات التي تواجه الإعلاميات في الأردن، بالإضافة إلى تسليط الضوء على واقع الإعلام في ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية الراهنة.
قبل أي شئ بحب اشكر وكالة صدى للأنباء الدولية علي هذة اللفته الرائعة ..
1. كيف جاءت فكرة تأسيس موقع “لمحة الإخباري”؟
جاءت فكرة “لمحة الإخباري” من إحساسي العميق بحاجة الجمهور الأردني والعربي لموقع إخباري يجمع بين المصداقية، البساطة، وسرعة الوصول. لطالما آمنت أن الإعلام ليس فقط وسيلة لنقل الخبر، بل هو أداة حقيقية لبناء وعي وصوت لمن لا صوت له. ومن هذا الإيمان انطلقت بالموقع.
2. ما هي الدوافع والرؤية التي ألهمتك للانطلاق في هذه المبادرة الإعلامية؟
الدافع الأول كان الشغف؛ شغفي بالحقيقة، برواية القصص من قلب الحدث، وبخلق محتوى يعكس نبض الشارع الأردني. أما الرؤية، فكانت تأسيس موقع إعلامي حديث يواكب العصر الرقمي ويكسر القوالب التقليدية. وللأمانة، دعمي الحقيقي كان زوجي، الذي كان ولا يزال السند الأكبر لي، وهذا منحني قوة مضاعفة للاستمرار.
3. ما التحديات الأساسية التي واجهتكِ في البداية؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
أبرز التحديات كانت في بناء الثقة؛ سواء مع المتابعين، الفريق الصحفي، وحتى مع نفسي في بعض الأحيان. تغلبت على جزء كبير منها بالصبر، الاستمرارية، والالتزام بالشفافية والمهنية. لكن لا أنكر أن هناك تحديات لا تزال قائمة، أهمها ضعف الدعم المادي، وهو ما يشكّل عائقًا أمام الاستمرارية والتوسع. نأمل أن تُفتح الأبواب قريبًا.
4. كيف ترين واقع الإعلام الأردني حالياً؟
الإعلام الأردني يمر بمرحلة مفصلية، يملك فرصًا حقيقية للتجدد والانفتاح، لكنه يواجه تحديات كبيرة، أبرزها التمويل ومنافسة منصات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، هناك إعلاميون شغوفون يعملون بجهد لإحداث فرق حقيقي.
5. ما هي أهم الإشكاليات والفرص التي يشهدها المشهد الإعلامي في الأردن؟
الإشكاليات تتمثل في ضعف الموارد، غياب التدريب المستمر، وضبابية بعض السياسات.
أما الفرص، فهي في التحول الرقمي، الانفتاح على الإعلام المستقل، وازدياد وعي الجمهور بضرورة وجود إعلام نزيه وحر.
6. ما هي التحديات الخاصة التي تواجه الإعلاميات في الأردن؟ وكيف يمكن للمجتمع دعمهن؟
الإعلاميات يواجهن تحديات مزدوجة؛ مهنية واجتماعية، كالتهميش، قلة الفرص القيادية، وضغوط التوازن بين الحياة الشخصية والعملية. والدعم يبدأ من تمكين حقيقي، تغيير النظرة النمطية، وتوفير منصات تدريب وتأهيل مستمر.
7. كيف يؤثر التطور التكنولوجي والتحولات الجيوسياسية على صناعة الأخبار في الأردن؟
التطور التكنولوجي هو سلاح ذو حدين؛ فهو يمنحنا أدوات قوية وسريعة لنقل الخبر، لكنه يفرض علينا ضغوطًا للحفاظ على الدقة والمصداقية. أما التحولات الجيوسياسية، فهي باتت تحدد أحيانًا اتجاهات التغطية الإعلامية، مما يتطلب مزيدًا من الحذر والمسؤولية في العمل الصحفي.
8. ما هي الاستراتيجيات التي تعتمدينها في إدارة محتوى موقع “لمحة الإخباري”؟
نلتزم بقاعدة ذهبية: الدقة أولاً، ثم الجاذبية. نحرص على تقديم الأخبار بطريقة ذكية، مبنية على معلومات موثوقة، ومقدمة بأسلوب رقمي مبتكر، دون أن نفقد روح الصحافة الحقيقية.
9. كيف تقيمين دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي والمساءلة في الأردن؟
الإعلام هو مرآة المجتمع وضميره. عندما يكون حرًا ونزيهًا، يصبح أداة فعّالة في كشف الحقائق، رفع الوعي، وتعزيز المساءلة. هو صوت من لا صوت لهم، ومحرك حقيقي للتغيير.
10. ما هي رؤيتك المستقبلية لموقع “لمحة الإخباري”؟
نطمح لأن يصبح “لمحة الإخباري” منصة عربية رائدة، لا تقتصر على التغطية المحلية فقط. نعمل على تمكين الشباب، تطوير أدواتنا التقنية، ودمج الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى. رؤيتنا تتمثل في إعلام رقمي حر، مؤثر، وحديث.
وفي الختام، أتقدم بالشكر لكل من دعم “لمحة” منذ البداية، خاصة زميلتي العزيزة آلاء قنديل، وروان تشطة واولادي وعائلتي التي كانت دومًا السند الحقيقي. ولكِ أيضًا كل الشكر على هذا اللقاء الجميل.