حوارات وتحقيقات

اللبنانية مريم دولابي: الإعلام سلاحي في مواجهة العدو.. والمرض جعلني أقوى

أجرت الحوار: الإعلامية سجى اللامي

في عالم الإعلام المقاوم، حيث الكلمة تصبح سلاحاً، والصورة تتحول إلى شهادة حية، برزت الإعلامية اللبنانية مريم دولابي كصوت حر يدافع عن القضايا الوطنية والإنسانية،هي ليست فقط مراسلة ميدانية وصحفية، بل أيضاً فنانة ملتزمة بدعم المقاومة، ناشطة في العمل الإنساني، وأم لكل الشباب الذين يرون فيها نموذجاً للصمود والتحدي، رغم معركتها الشخصية مع المرض الخبيث، لم تتوقف يوماً عن العطاء، بل زادها الألم صلابة وإصراراً على نقل الحقيقة ودعم المظلومين، في هذا الحوار الخاص لوكالة “صدى للأنباء الدولية”، تتحدث مريم دولابي عن مسيرتها الإعلامية، عشقها للمقاومة، وتجربتها الملهمة في مواجهة المرض بشجاعة.

★كيف بدأ مشوارك الإعلامي، وما الذي دفعكِ لاختيار العمل كمراسلة ميدانية وصحفية؟

_بدأتُ مسيرتي الإعلامية منذ بداية الحرب على اليمن، أي منذ تسع سنوات تقريباً اخترتُ الإعلام الميداني لأنه الأقرب إلى الناس، فهو ينقل معاناتهم مباشرة من قلب الحدث، أؤمن أن الصحفي هو جندي في ساحة المعركة، وسلاحه الكاميرا والصوت، وهذا ما جعلني أتمسك بهذا المجال رغم كل المخاطر.

★ كيف تواجهين التحديات التي ترافقك في عملك الإعلامي، خاصة أنكِ تتواجدين في مناطق النزاع في لبنان والضاحية الجنوبية.. هل هناك لحظات صعبة لا تُنسى؟

_ التحديات لا تنتهي، خاصة في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، الإعلام الميداني مسؤولية كبيرة، فأنتِ أمام أحداث تتطلب جرأة وتضحية، أصعب لحظة مررت بها كانت عندما كنتُ وسط الحزام الناري الهمجي الإجرامي خلال استهداف موقع استشهد فيه أحد المجاهدين، كان مشهداً لا يُنسى،لكننا أبناء عقيدة لا تُهزم، ولدينا يقين بأن الصبر والثبات هما طريقنا للنصر.

★أنتِ تعملين في مجال الكتابة السياسية، كيف يمكن للإعلام أن يكون وسيلة فعالة في دعم قضايا المقاومة؟

_الإعلام هو جبهة لا تقل أهمية عن جبهات القتال،عندما ننقل الحقيقة بمصداقية، ننتصر في المعركة الإعلامية، دعم المقاومة إعلامياً يكون بنقل الواقع كما هو بعيداً عن التشويه والتضليل الذي تمارسه بعض الوسائل المأجورة، رسالتنا هي نصرة الكلمة الصادقة والدفاع عن القضايا العادلة.

★كيف تتعاملين مع الضغوط النفسية والمهنية، خاصة أثناء تغطية الحرب والأحداث الصعبة؟

_أجد قوتي في القرآن الكريم والاستماع إلى خطابات السيد الشهيد حسن نصر الله قدس الله سره، هذه المصادر تمنحني طاقة روحية تجعلني أستمر رغم كل الصعاب،كما أنني أعتبر نفسي خادمة للشهداء، وعندما أُكلَّف بتغطية مراسم تشييعهم، أشعر أن الله اختبرني بهذه المهمة، وهي مسؤولية مقدسة بالنسبة لي.

★كيف تصفين دور المرأة في المقاومة، وهل هناك نساء يلهمنكِ في هذا السياق؟

_ المرأة في المقاومة ليست فقط داعمة، بل شريكة في النصر. أول إعلامية في الإسلام كانت السيدة زينب (عليها السلام)، وهذا شرف عظيم لكل النساء الإعلاميات،لدينا اليوم نماذج زينبية رائعة مثل زينب سليماني، زينب المهندس، وزينب نصر الله، وهنّ رمز للصبر والعطاء.

*أنتِ ممثلة وفنانة تحرصين على تقديم أدوار تدعم المقاومة، كيف تختارين أدوارك؟

★ أختار أدواري بعناية، بحيث تكون معبرة عن قضايا المقاومة والإنسانية،قدمتُ أدواراً تمثيلية تحاكي الواقع، وكان دوري في فيلم “ضلع الأرض” تجربة مميزة، حيث جسّدتُ دور أم شهيد، وهو من أصعب الأدوار، لأنه يعكس وجع الأمهات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن فداء للوطن.

*مررتِ بتجربة صعبة مع المرض الخبيث، كيف تعاملتِ مع هذا التحدي الصحي؟

★المرض كان اختباراً من الله، لكنه لم يثنني عن متابعة مسيرتي،أجريت عملية استئصال، وخضعت للعلاج الكيميائي والإشعاعي، وما زلت أتابع حالتي الصحية، لكنني لم أستسلم، بل اعتبرت نفسي “جريحة مقاومة” مثل أي مقاتل أصيب في ساحة المعركة.

★ رغم الألم، واصلتِ العمل والمساهمة في المجتمع. من أين تستمدين قوتك؟

_قوتي أستمدها من الثقة بالله، حب أهل البيت عليهم السلام، دعاء الأطفال والناس الذين يحبونني، ومن أمي وأولادي الذين يدعمونني دائماً، أريد أن أترك أثراً، وأن أصنع ألف مريم دولابي من مسيرة الشرف.

★ يعرف عنكِ حبكِ الكبير للعراق وشعبه، ماذا يعني لكِ هذا البلد؟

_العراق هو بلد الحسين (ع)، وهو نبض المقاومة وروح العروبة، أفتخر بأن لي جمهوراً واسعاً هناك، وأتمنى دائماً أن أساهم في تقديم رسالة إعلامية تخدم هذا الشعب العظيم.

★ما الذي يعنيه لكِ الإمام الحسين (عليه السلام)؟

_ الإمام الحسين عليه السلام هو نور وبصيرة، هو الأمل والطاقة التي تجعلني صامدة، كلماته وحدها تكفي لمنح القوة لكل مظلوم.

★كيف ترين مستقبل لبنان، وما هي آمالك لهذه الأمة؟

_رغم التحديات، أؤمن بأن لبنان سينهض بالمقاومة والصمود، هذه الأمة الغالية تستحق أن تعيش بكرامة، ولن نسمح لأحد أن يسلبها حقها في الحياة الحرة.

★في ختام حوارنا، ماذا تحبين أن تقولي لوكالة “صدى للأنباء الدولية” التي يشرف عليها الحاج المجاهد أبو جعفر الدراجي؟

_ أنتم نبض العراق ولبنان في الكلمة والصوت،رغم اختلاف اللهجات، قضيتنا واحدة، وعدونا واحد، والنصر واحد، أتمنى لكم دوام النجاح، وأدعوكم إلى الاستمرار في بناء جبهة إعلامية قوية، لأن الإعلام المقاوم لا يقل أهمية عن جبهات القتال. شكراً لكِ سجى اللامي، ولكل العاملين في الوكالة على هذه الاستضافة المميزة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار