مقالات

الإبادة الطائفية في الساحل السوري: واقع مؤلم وآلام مستمرة

بقلم / ابو محمد الدراجي

شهدت الساحة السورية في الآونة الأخيرة أحداثاً دموية تتعلق بالطائفة العلوية، حيث تتواصل المجازر بحق الشيعة من قبل المجموعات المسلحة التي يقودها الجولاني أحمد الشرع وعصاباته التكفيرية، تُسجل هذه الأحداث على أنها عمليات تصفية عرقية تستهدف بشكل متكرر الطوائف التي لا تتوافق مع أفكارهم المتطرفة التي يتبناها هؤلاء الإرهابيون,
تعود جذور هذا العنف الطائفي إلى التدخلات السابقة في العراق، حيث ظهر تنظيم القاعدة برئاسة أبو مصعب الزرقاوي، ومن ثم داعش، الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق. كان أحمد الشرع الجولاني، الذي يُعتبر أحد القيادات البارزة في “هيئة تحرير الشام” في سوريا، أحد أفراد تنظيم القاعدة في العراق وكان متورطاً في العديد من العمليات العسكرية ضد العراقيين، لقد كانت توجهاته الدمائية، والتي تروج للقتل باسم الدين، قد تبلورت منذ تلك الفترة في ظل التحالفات مع أبو بكر البغدادي وداعش، مما يعكس موقفاً متطرفاً عميق الجذور في العنف الطائفي،
وما نشهده اليوم في سوريا يشير إلى أن هذه الممارسات الدمويّة ضد الشيعة والعلويين لا تزال مستمرة، تتبع هذه الجماعات الإرهابية نهجاً بسيطاً بالنسبة لهم إما أن يخضعوا أو يُقتَلوا. وهذا التوجه يذكرنا بأحداث مريرة تاريخياً تتعلق بالفتن الطائفية منذ عهد بني أمية، حيث يعمد البعض إلى استهداف من يتبعون مذهباً آخر بعنف يتجاوز الحدود،
الغريب في هذه المذبحة، التي تحدث في شهر رمضان المبارك، هو تعارضها الكامل مع قدسية هذا الشهر الذي حرّم فيه الله القتال وسفك الدماء. فما يحدث الآن في سوريا من قتل للأطفال والنساء، وكأننا نعود بالذاكرة إلى جريمة سبايكر في العراق، يشكل تطوراً مؤلماً في صراع طائفي لا يتوقف، هذا العنف وأن من يقفون وراء هذه المجموعات الإرهابية ليسوا مجرد أطراف محلية، بل هم امتداد لأجندات دولية تعمل لصالح دول مثل أمريكا وإسرائيل، بل وحتى تركيا،
بينما يتمسك الشعب العراقي بمقاومته، لا سيما من خلال الحشد الشعبي المقدس، الذي يعتبر بمثابة خط الدفاع الأول ضد تنظيمات مثل داعش، فإن العراق قد نجح في اجتياز هذا التهديد المستمر بفضل تلاحم شعبه وقيادته الحكيمة ممثلة في المرجعية الدينية. لا شك أن ما يحدث في سوريا اليوم يعكس الصورة التي كانت ستحدث في العراق في حال استلم داعش زمام الأمور في الماضي..
أتوجه بالشكر إلى المرجعية الدينية العليا في العراق المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله الذي كان له الدور البارز في استنهاض العراقيين من أجل الدفاع عن أرضهم وشعبهم،كما نتذكر بكل فخر شهدائنا الذين قدموا أرواحهم في معركة تطهير الأرض من رجس داعش،وان العراق لن يتخلى عن سلاحه ولن يتخلى عن “الحشد الشعبي” الذي أثبتت قوته في مواجهة أكبر التحديات،
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن يبقى العراقيون متماسكين وموحدين تحت قيادة الحشد الشعبي، ومرجعيتهم الرشيدة، لضمان الحفاظ على أمن العراق واستقراره في وجه الأعداء الذين لا يتورعون عن نشر الفوضى. لا يجب أن يكون العراقيون أداة في يد القوى الأجنبية التي تتلاعب بمصير المنطقة، بل يجب أن يقفوا صفاً واحداً لحماية أرضهم وشعبهم من الأرهاب..
نسأل الله أن يحفظ العراق وحشده المقدس، وأن يرحم شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدين الحقيقي دين الأنسانية والسلام والحرية والكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار