مقالاتنشاطات مركز الشهيد ابو مهدي

الحاج أبو جعفر الدراجي: مجاهد بقلوبنا ومثال للتضحية والوطنية

بقلم :الإعلامية سجى اللامي

في زمن يسعى فيه البعض للظهور بمظاهر البطولة والشجاعة لأغراض شخصية، نجد القلة القليلة ممن تخلوا عن الأضواء وتوجهوا نحو خدمة الوطن بلا انتظار لمقابل, أحد هؤلاء الأبطال هو الحاج أبو جعفر الدراجي، الرجل الذي قدم الكثير من أجل العراق، وكرس حياته لخدمة قضيته الوطنية دون أن يسعى للمجد أو المكافآت الشخصية،
كنت في السابق مراسلة صحفية حربية ميدانية في جبهات القتال خلال فترة الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث كانت المرة تلو الأخرى تختلط فيها الدماء بالتراب، وتتوالى انتصارات مجاهدينا في الحشد الشعبي المقدس وقواتنا الأمنية الباسلة جئت إلى ساحة المعركة لتغطية الأحداث التي عاشها العراقيون في تلك الفترات العصيبة، لكن بعد أن انتهت الحرب وحققنا النصر، اتخذت قرار العودة لحياتي المدنية، لكن ذلك لم يمنعني من مواصلة تذكير الناس بما قدّمه المجاهدون في الحشد الشعبي من تضحيات، وسط أصوات تروج للإنكار والتشويه،
خلال تلك الفترة، أتيحت لي الفرصة للقاء الصحفي مع الحاج أبو جعفر الدراجي، مدير مركز الشهيد أبو مهدي المهندس الثقافي، وهو الشخص الذي أذهلني بتواضعه وكرمه. الحاج أبو جعفر ليس مجرد مجاهد، بل هو رمز للإنسانية، وقد سمعته مراراً من مجاهدين في الحشد الشعبي ومن غيرهم، يتحدثون عن بطولاته ضد النظام البائد، وعن نضاله ومواقفه الصلبة ضد طاغية العراق السابق، صدام حسين،وما قاله الآخرون عن الحاج أبو جعفر كان واضحاً: هو شخصية تستحق الثناء والتقدير من كل عراقي شريف،
شخصياً، أحببته كأب وكعراقي ناضل وجاهد من أجل العراق ضد الطاغوت. أما عن شخصيته، فإن ما أراه في الحاج أبو جعفر هو الرجل الذي يحمل روحاً طيبة ومحبة للجميع، بعيداً عن الحقد أو الأنانية. ويفاجئك أيضاً بدعمه الكبير للمرأة العراقية والعربية، وللنساء بشكل عام، مما يعكس عقله المنفتح ونظرته الإنسانية السامية،
يُعد الحاج أبو جعفر الدراجي من مؤسسي مركز بدر الثقافي، الذي كان له دور مهم في نشر الوعي الديني والثقافي والتعليمي، في مختلف مجالات بدورات للشباب بمهارات عالية قيادية ودورات الحاسوب وبقية الدورات التعليمية والندوات والمهرجانات التي تهدف لتعليم وتوعية المجتمع صنع الكثير من الشباب القادة دون تمييز ،وبعد استشهاد القائد الشهيد أبو مهدي المهندس، قرر الحاج أبو جعفر تغيير اسم المركز ليحمل اسم الشهيد الذي أظهر أسمى صور الفداء والتضحية. وهذا يوضح وفاءه لأصدقائه وأبطال العراق، وهو يؤكد أن الحاج أبو جعفر لا يقف عند حدود الماضي، بل يواصل رسالته بإيصال الفكر الإسلامي الحقيقي، الذي ينبذ التطرف ويعزز القيم الإنسانية،
إن الحاج أبو جعفر الدراجي هو نموذج للمجاهد الذي يضحي بكل شيء من أجل العراق، ويستمر في تقديم الدعم للفقراء والمحتاجين،إنه شخصية مباركة ونموذج يُحتذى به في الصدق والعطاء، وأجد أنه من واجبنا جميعاً أن نرفع له القبعة وأن نشكره على ما قدمه وما يزال يقدمه من جهود دؤوبة لخدمة هذا الوطن،
ليس في كلامي أي تملق، بل هو كلام حق، لأنني أؤمن أن مثل هذه الشخصيات التي لا تسعى وراء المناصب ولا الألقاب، تستحق أن نذكرها بكل صدق وإجلال. الحاج أبو جعفر الدراجي هو فعلاً رجل لا يُقدّر بثمن، ونفتخر به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار