حوارات وتحقيقات

الحاج أبو جعفر الدراجي: نواجه التحديات بإرادة راسخة.. ومشروعنا الثقافي مستمر في خدمة المجتمع

حاورته/ رباب تقي

في ظل عالم يموج بالتحديات الثقافية والفكرية، يبقى للوعي دوره الأهم في تحصين المجتمع وبناء الأجيال. ومع حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي يحمل في طياته نفحات الإيمان والتكافل الاجتماعي، تتجدد الجهود لتعزيز القيم الدينية والثقافية، ويتصدر المشهد رجال حملوا على عاتقهم رسالة الوعي والتنوير.

من بين هؤلاء، الحاج المجاهد أبو جعفر الدراجي، مدير مركز الشهيد أبو مهدي المهندس الثقافي، رجلٌ صقلته المحن، فحوّل معاناته إلى طاقة ثقافية هادفة. نشأ في بيئة لم تكن سهلة، وعاش سنوات من التحديات التي زادت من إصراره على نشر الفكر الواعي ومحاربة الجهل والتخبط الثقافي. منذ سقوط النظام البعثي، كان من أوائل الذين أدركوا ضرورة سد الفراغ الفكري الذي خلّفته تلك المرحلة، فأسس المركز ليكون منبراً يعزز الهوية الإسلامية والوطنية، وينشر ثقافة المقاومة والتخطيط السليم لمستقبل أفضل.

اليوم، يقود الحاج أبو جعفر هذا المشروع الثقافي رغم التحديات، واضعاً الشباب في مقدمة اهتماماته، ومستثمراً كل إمكانياته في تنظيم الفعاليات والبرامج الفكرية التي تواكب مستجدات العصر. ومع دخول شهر رمضان المبارك ، يفتح المركز أبوابه لاستقبال رواده بسلسلة من الأنشطة الهادفة، من المسابقات القرآنية والمجالس الدينية، إلى دعم العوائل المتعففة وتعزيز روح التكافل الاجتماعي.

في هذا اللقاء، نحاور الحاج أبو جعفر الدراجي حول مسيرة المركز، رؤيته، برامجه الخاصة في الشهر الكريم، والتحديات التي تواجه العمل الثقافي في العراق، بالإضافة إلى طموحاته المستقبلية في مواصلة مشروعه التوعوي والتنموي.

أجرت الحوار: الإعلامية رباب تقي

★في البداية، حدّثنا عن مركز الشهيد أبو مهدي المهندس الثقافي، ما هي رؤيتكم ورسالتكم الأساسية، وكيف يساهم المركز في نشر الوعي الثقافي والديني؟

_تأسس المركز بعد سقوط النظام البعثي مباشرةً إيماناً منّا بضرورة ملئ الفراغ للشباب العراقي الذي بقي يرزح تحت تخبط معرفي وثقافي هزيل. وبدأ المركز بإستقبال المجاميع العلمية لغرض وضع خطط تتبعها برامج تثقيفية وتوعوية تؤهل الشباب لخدمة البلد ورفع المستوى العلمي وحثهم على اتباع التخطيط المنظم للإلتحاق بركب الشعوب المتقدمة.

★مع حلول شهر رمضان المبارك، ما هي أبرز الفعاليات والأنشطة التي أعدّها المركز لهذا الشهر الكريم؟ وهل هناك برامج خاصة تستهدف الشباب أو العائلات؟

_ المركز الثقافي خطة سنوية تتضمن خطة شهر رمضان المبارك ، ومن بينها برامج تتعلق بإجراء المسابقات القرآنية وإحياء التلاوة والمجالس الرمضانية كذلك إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام ويوم القدس العالمي.

★نعلم أن الشهر الفضيل يمثل فرصة لتعزيز القيم المجتمعية والتكافل الاجتماعي، كيف يشارك المركز في دعم الفئات المحتاجة خلال رمضان؟

_لدى المركز الثقافي قسمان لمساعدة عوائل الشهداء والعوائل المتعففة، وهذان القسمان يعملان طوال السنة على تقديم الخدمات. ولكن لشهر رمضان خصوصية حيث تتضافر الجهود لتقديم خدمات ومساعدات أكثر لهذه العوائل وللمحتاجين، وذلك بمساندة المتبرّعين.

★الجانب الثقافي له دور مهم في بناء الوعي، هل هناك ندوات أو محاضرات خاصة تنظمونها في رمضان؟ ومن هم أبرز الشخصيات أو العلماء الذين يستضيفهم المركز؟

_العمل الثقافي هو عنوان المركز الثقافي وهنالك أقسام تعمل على الجانب التثقيفي منها اللجنة الثقافية وفيها قسم العقيدة، وعادة ما يقوم هؤلاء بإستضافة محاضرين وكتّاب لرعاية وإغناء هذا الجانب. ومن المحاضرين الشيخ عمار الفكيكي وهو متخصص في العقيدة والإعلام، وكذلك الدكتور حامد زيدان الجبوري متخصص في القرآن والتفسير. كما يستضيف المركز ما يراه مناسباً في وقته لمعالجة بعض الظواهر السلبية الطارئة في المجتمع لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة ، وسيتم فتح مكتب التدريب والتطوير في الأيام المقبلة لهذا الغرض أيضاً.

★في ظل التطورات التكنولوجية، هل لديكم خطط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لنشر محتوى المركز الثقافي والتفاعل مع الجمهور بشكل أوسع؟

_نعم نعمل على توسيع مشروعنا الخاص بمختلف إتجاهات التواصل الإجتماعي ومن خلال تتبّعكم لتلك الأمور سترون منصّات جديدة مثل وكالة صدى للأنباء الدولية وقناة مركز الشهيد ابو مهدي المهندس الثقافي على التلگرام وعشرات المنصّات الإعلامية الأخرى التي توثّق اعمال المركز وإيصال الكلمة الحرة للمجتمع.

★ما هي أبرز التحديات التي تواجهونها في إدارة المركز وتنفيذ فعالياته، سواء خلال رمضان أو على مدار العام؟ وكيف تعملون على تجاوزها؟

_ليس هناك تكامل في أي عمل مشروع سواء كان ثقافياً أو غير ذلك والأمور المعطلة طبعاً هي النقص في المال والدعم وهذا الأمر يشكل عائقاً أساسياً في تأخير طموحات المركز.

★ختاماً، ما هي تطلعاتكم المستقبلية للمركز؟ وهل هناك مشاريع أو خطط توسعية تهدفون إلى تحقيقها في الفترة القادمة؟

_لدينا طموح ونمتلك الإرادة في توسيع برامج المركز الثقافي ولدينا أمل بأن تكون الأيام القادمة أفضل بعونه تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار