وماذا بعد

بقلم/ زهراء فاضل الساعدي
وما نشهده ليس مجرد تضليل أعلامي بل أعاده تشكيل للذاكره السياسيه . حيث يعاد أنتاج التأريخ وفقاً لمصالح القوى التي تصنع السرديه وحيث يتم محو الجرائم الممنهجه مقابل مصالح معينه وهي عباره عن حلقات متسلسله طويله من أداره الإدراك الجماهيري حيث لا يتم التحكم بالواقع وستُجبر أمريكا والكيان الصهيوني، اللذان اعتديا على أراضي الشعب السوري، في يوم من الأيام، على التراجع أمام قوة الشباب السوريين الغيارى. من دون أدنى شك. سيحدث هذا الأمر
وما حدث في سوريا فالمشهد كان مختلفا كانت أراده اقليميه لانهاء النظام جهزت المعارضه بالسلاح وفتحت الموارد وحشدت المنصات الاعلاميه لصياغه خطاب يجرد النظام من اي شرعيه وهذا التباين في طبيعه التدخلات الخارجيه وهو ما يفسر بين ما حدث في بغداد عام 2003 وما حدث في دمشق
في العراق لم تكن هناك رغبه عربيه او أقليميه حقيقيه في دعم المعارضه ضد نظام صدام وليس بسبب شرعيه النظام بل لأن وجوده كان ينظر اليه كصد وحتى بعدما فقد دوره عقب أجتياح الكويت حيث أندلعت الانتفاضه الشعبانيه قمعت بوحشيه ومن نجا منها وجد نفسه محاصراً في صحراء السعوديه حيث لم يعامل كلاجئ بل كعنصر غير مرغوب به وعزل لا بسبب هويته السياسيه بل لان الطائفيه والاقليميه لم تكن مستعده لقبول عراق يتغير خارج شروطها
رغم ذلك فأن الروايه التي سادت الاعلام العربي كانت معكوسه وكان هذا الاعلام الذي لم يتردد في التضليل لد11عش حتى اللحظه الاخيره قبل أعلان خلافتها وهو من صاغ فكره “مظلوميه السنه”في العراق وهو من ضخ الدعايه التي صدرت العراق كأرض طائفيه وهذا الاعلام وهذا الاعلام هو من رسم صوره الشيعه كعدو وليس لاعتبارات سياسيه بل كأمتداد لصناعه هويه عربيه مختزله في مذهب واحد وهو نفسه الاعلام الذي لم يتوقف اليوم عند مجازر العلويين في سوريا لكنه كان قادراً على تحويل جرح أصبع شاب سني في الاعظميه إلى مأساه كونيه تستدعي الدتخل الدولي ما نشهده ليس مجرد تضليل أعلامي بل أعاده تشكيل ذاكره سياسيه .