مقالات

المرأة العراقية.. أيقونة الصمود وعنوان التحدي

ديمه الفاعوري

مع إشراقة الثالث من آذار، حيث يحتفي العالم بيوم المرأة، نستذكر بكل التقدير والإجلال المرأة العراقية، التي لم تكن يومًا مجرد نصف المجتمع، بل كانت ولا تزال روحه النابضة، وسنده المتين، وعماده الصلب في مواجهة التحديات التي عصفت بالوطن عبر الأزمان.

في قلب المآسي والأزمات، من حروب طاحنة وحصار خانق إلى أزمات اقتصادية خانقة، وقفت المرأة العراقية كجدار صلب، لا يهتز أمام رياح المحن. كانت المعيلة والمربية، والأم التي قدمت أبناءها قرابين للوطن، ثم عادت لتمسح دموعها بصبر، وتواصل مسيرة العطاء دون كلل أو وهن.

المرأة العراقية ليست مجرد رمز، بل واقع متجذر في تفاصيل الحياة، فهي التي لم تكتفِ بدورها التقليدي كأم وزوجة، بل اقتحمت ميادين العمل، من الحكومة إلى القطاع الخاص، ومن ريادة الأعمال إلى الميادين الإنسانية، لتثبت في كل مرحلة أنها أيقونة صمود لا تنكسر أمام الصعاب، بل تصنع من التحديات فرصًا وأملًا.

قصصها ليست مجرد حكايات تُروى، بل شهادات خالدة في صفحات التاريخ، فهي المرأة التي حملت الوطن على أكتافها، ودفعت فاتورة الدم والحزن، لكنها لم تستسلم. فقدت الزوج والابن والأخ، لكنها استنهضت همتها، وحولت الألم إلى طاقة، والفقد إلى تصميم، لتربي جيلًا لا يعرف الاستسلام، جيلًا يتقدم الصفوف في بناء العراق الجديد.

لذلك، لا ينبغي أن يكون يوم المرأة العراقية مجرد احتفال رمزي، بل تكريمًا مستحقًا يتجسد في دعمها وتمكينها، في إعطائها حقها الكامل في الحياة والعمل والمشاركة الفاعلة. فهي القوة التي تُحدث التغيير، والروح التي تبعث الأمل، والبوصلة التي تقود المجتمع نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار