هل يقف الحق في قفص الاتهام

سجى اللامي
نعم يقف الحق في قفص الاتهام عندما لا يجد ضميراً حياً يدافع عنه وينصره ضد الباطل كثيرة هي المواقف التي يتعرض إليها الإنسان في حياته وأصعب موقفا عندما يقف صاحب الحق أو المظلوم متهماً أو تحت وطأة الشك أمام من يظلمه، أو يقع عليه الظلم -دون حق- فتضيع هنا توصية أوامره في مناصرة الحق وكبح الباطل فيأتي الشر دائما ضد الخير، والرذيلة ضد الفضيلة، والخبيث ضد الطيب، وبما أن الحق والباطل متضادان -بالفعل- والسلوك وكلاهما لا يلتقيان بنقطة فإن هناك تسابقاً حاداً لا يفوز إلا بفوز أحدهما وقد يسأل سائل لماذا أحدهما لم يجد الحق أصلاً؟، والجواب هو أن الحق من المعتاد أن ينتصر ويفوز وهذا ما نعرفه ولكن الواقع هو أن الباطل دائماً يجتمع مع بعضه لإفشال الحق ووضعه في قفص الاتهام ويطلق عليه طلقة الرحمة التي تشوه معالمه وهيبته، وبما أن الله -عز وجل- خلق الإنسان ونعته بعدة صفات ومن بينها العجلة والتسرع والجزع واستشهاداً بالنص القرآني إذا مسه الشر جزوعا وإذ مسه الخير منوعا فإن الإنسان بيده مفاتيح الخير والشر والحق والباطل… فلا يدوم غير الحق الذي هو نجاة المجتمع وبدونه يهلك المجتمع فإن وقفنا متفرجون أمام الباطل نصبح شياطين، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وبما أن الحق يعلو فلا يعلى عليه فأننا لا بد من أن ننصر كل مظلوم
وعدل وأنصاف وأن نضع الضمير أمامنا في محاسبة الآخرين وأن لا نجعل الحق مكبل اليدين وموثوق القدمين لأنه إذا مات فمعناه انقلاب موازين الأرض وبالتالي، يغضب الله علينا ونكون كأمثال قوم عاد وثمود.